أبو بكر الصديق رفيق النبي
الذي وصفه الله في كتابه ب((ثاني اثنين))
كان في الجاهليه وقبل ان يسلم يردد هذا البيت:
ألا نبي لنا منا فيخبرنا ..................................... ما بعد غايتنا من رأس مجرانا
فقد علمنا لو أن العلم ينفعنا ............................... أن سوف تلحق اخرانا بأولانا
وقد عجبت وما بالموت من عجب.................... ما بال احيانا يبكون موتانا
يارب لا تجعلني مشركا ابدا .......................... واجعل سريرة قلبي الدهر ايمانا
إني اعوذ بمن حج الحجيج له ....................... والرافعون لدين الله أركانا
مسلمين اليه عند حجهموا ............................. لم يبتغوا بثواب الله اثمانا
عندما عادوا من رحلتهم ومنهم أبو بكر
وهناك في مكه كانت كوكبة من الناس تنتظر
وكلما اقتربت القافله من المنتظرين احست منهم لغطا كثيرا
ترى ماذا حدث؟؟
والتقى القادمون والمستقبلون.. وتعالت الاصوات بالجديد الغريب من الانباء
ــ ألا تعلمون ؟ ان قريشا منذ ان فارقتموها لاتنام؟
ــ ويح قريش .. ولماذا؟
ــ إن محمدا وضع الجمر على انفها..!!
ــ الجمر ؟ كيف ؟ ماذا جرى؟
ــ إنه يقول :ان الله ارسله لنعبده وحده ونذر آلهتنا ..
وهمس واحد ممن يستهوون الفكاهه قائلا:
دعه يحطمها فلطالما زاحمتنا في أكل الثريد وشرب اللبن؟
واختلطت الاصوات في في ضوضاء مثيره
وأقترب من ابي بكر بعض ذوي الاناة , وأخذ يقص عليه النبأ في هدوء وأبو بكر يغالب دموعه وحبوره...
ولدى مدخل مكه قابلتهم جماعة صغيره يترأسهم ابوجهل
وتعانقوا جميعا وبدأ أبوجهل الحديث
ــ أو حدثوك عن صاحبك ياعتيق ..(( وكان ابو بكر قبل اسلامه يسمى عتيق))
ــ تعني محمد الامين
ــ نعم أعني يتيم بني هاشم
ودار حوار سريع بين الاثنين
ــ اسمعت انت ما يقول ياعمرو بن هشام؟؟
ــ نعم سمعته وسمعه الناس جميعا
ــوماذا قال
ــ يقول ان في السماء إله ارسله الينا لنعبده ونذر ما كان يعبد أبائنا
ــ أو قال ان الله أوحى اليه
ــ أجل
ــ ألم يقل كيف كلمه ربه
ــ يقول ان جبريل اتاه في غار حراء
وتألق وجه ابي بكر كأن الشمس اختصته بكل ضيائها وسناها
وقال في هدوء مجلجل:
إن كان قال فقد صدق
ودارت الارض بأبي جهل وتلعثمت خطواته وكاد يتهاوى فوق ساقيه
وتناقل الناس كلمة ابي بكر واحدا تلو الآخر حتى صار لهم بها دوي كدوي النحل..
وقصد أبو بكر داره ليرى اهله
والآن لنترك ابا بكر قليلا مع اهله
ولنقض هذا الوقت مع كلمته
ان كان قال فقد صدقنعم فهذه العباره هي التي ستشكل حياته المضيئه المقبله
ولقد عاش مع محمد ورأى المثل الانساني الكامل
ولم تكن المشكله لديه تحتمل الصدق او الكذب بل كانت تتمثل في السؤال
ــ هل صحيح أن محمدا قال هذا؟؟؟
ــ إن كان قال فقد صدق
غادر ابو بكر داره الى دار الرسول تسبقه اشواقه
قرع ابو بكر الباب نادى
وتألق بشر الحياة جميعه على محيا الرسول
وقال مناديا خديجه:أنه عتيق ياخديجه
وسارع الرسول الى لقاء صاحبه
وجرى الحديث بينهاما في سرعة الضوء
ــ أصحيح ما نبأني به القوم ياأخا العرب؟؟
ــ وماذا نبؤوك؟؟
ــ قالوا ان الله ارسلك الينا لنعبده ولا نشرك به شيئا..
ــ وما كان جوابك لهم ياعتيق؟؟
ــ قلت لهم : إن كان قال فقد صدق
وفاضت عينا الرسول من الدمع غبطة وشكرا
وعانق صاحبه وقبل جبينه وبدا يحكي له قصة الوحي
ولنشاهد هذه القصة الاخرى مع هذا الرجل الفريد
في ضحى يوم من الأيام اجتاح أهل مكة حديث أثار كل ما في أنفسهم من دهشه وعجب
فقد كان أبو جهل ذاهبا لبعض شأنه حين مر بالكعبه فأبصر رسول الله جالسا وحده في المسجد الحرام صامتا مفكرا
وأراد بو جهل أن يؤذي الرسول ببعض سخرياته فأقترب منه وسأله
ــ أولم يأتك الليلة شيء جديد؟؟
فرفع الرسول رأسه نحوه وأجابه في جد: نعم أسري بي الليله إلى بيت المقدس بالشام
فقال أبو جهل مستنكرا: وأصبحت بين أظهرنا .
قال عليه الصلاة والسلام : نعم
وهنا صاح أبو جهل في جنون: يابني كعب يابني لؤي هلموا
واقبلت قريش ينادي بعضها بعضا
ولم يكن الرسول قد حدث أحدا من اصحابهبنبأ الاسراء تجمع الناس عند الكعبه ومضى ابو بكر يحدثهم في حبور بما سمع
فقد ظنها الفرصة المواتيه التي سينفض عن الرسول كل من آمن به
وتقدم واحد من المسلمين وسأل الرسول:
ــ أحقا اسري بك الليله يارسول الله
ــ نعم وصليت بأخواني الانبياء هناك
وسرى في الجمع خليط متنافر من المشاعر المهتاجه
ورحب المشركون بما سمعواظانين أن هذا النبأ نهاية الرسول واستوحت الشكوك فريقا من المسلمين.
وسعى بعض رجال قريش إلى ابي بكر فرحين شامتين لا يخالجهم ريب في أنهم سيعودون ومعهم ردته عن هذا الدين....!!
فأبو بكر يعرف اكثر من غيره ما يحتاجه قطع المسافه بين مكه والشام...
فكيف بالذي راح .... ورجع... وصلى هناك...كل ذلك في بضع ساعات
بلغوا دار أبي بكر وصاحوا هناك:يا عتيق كل أمر صاحبك قبل اليوم كان هينا أما الآن فاخرج لتسمع
ــ ماذا ورائكم ؟؟
قالوا : صاحبك
وانتفض ابو بكر وقال : ويحكم هل اصابه سوء؟؟
ــ انه هناك عند الكعبه يحدث الناس ان ربه اسرى به الليله إلى بيت المقدس
وتقدم آخر ليكمل الحديث: ذهب ليلا وعاد ليلا وأصبح بين أظهرنا
فأجابهم أبو بكر وقد تهلل محياه:
(( أي بأس إني لاصدقه فيما هو أبعد من ذلك أصدقه في خبر السماء يأتيه في غدوة أو روحه
ثم أطلق عبارته الصامده: إن كان قال فقد صدق ))
هذا الرجل لم يؤمن ايمان الصدفه بل ايمان اليقين والفطنه..
إن المكان والزمان والبعد أو الفرب كل أولئك امور تتعلق بقدرة الانسان
أما الله : الذي يقول للشيء كن فيكون فما الزمان والمكان أمام قدرته؟؟؟
ولكن المسأله هي : هل قال محمد ذلك
إن كان قال فقد صدق
وهرول ابو بكر إلى الكعبه حيث رسول الله
وعند الكعبه رأى الجمع الشامت المرتاب.
ورأى نور الله هناك في جلسته الخاشعه مستقبلا القبله لا يحس من اللغط الدائر حوله شيئا ولا يسمع للحمقى ركزا
وأنطرح ابو بكر عليه يعانقه ويقول:
ــ بأبي انت وأمي يارسول الله والله إنك لصادق والله انك لصادق
إن كان قال فقد صدق
تقبلوا تحياتي